للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أما من يعتقد أنها الليلة المباركة التي قال الله عنها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ١. فقد أخطأ وخالف الصواب،، فالليلة المباركة هذه هي ليلة القدر. يقول ابن كثير عند تفسير هذه الآية:

يقول الله تعالى: مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر، كما قال عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ٢. وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال تبارك وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} ٣. ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان، كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة ٤ فإن نص القرآن أنها في رمضان ٥.

وقال ابن العربي بعد بيان أنها ليلة القدر وأنها في رمضان، فمن زعم أنها في غيره فقد أعظم الفرية على الله ٦.

وبهذا قال جمهور العلماء وهو الراجح فعليه يبطل قول من زعم أنها ليلة النصف من شعبان لمخالفة النص الصريح للقرآن الكريم ٧.


١ سورة الدخان، آية (٤) .
٢ سورة القدر، آية (١) .
٣ سورة البقرة، آية (١٨٥) .
٤ أي المذهب. انظر: لسان العرب (٨/٣٤٧) ، مادة (نجع) .
٥ تفسير ابن كثير (٤/١٣٧) .
٦ أحكام القرآن لابن العربي (٤/١٦٩٠) ، وانظر: عارضة الأحوذي (٣/٢٧٥-٢٧٦) .
٧ انظر: تفسير البغوي (٤/١٤٨) ، وتفسير القرطبي (١٦/١٢٨) ، وشفاء العليل لابن القيم (٤٥) ، وروح المعاني للألوسي (٢٥/١١٠) ، وتفسير القاسمي (١٤/٥٢٩٣) ،

<<  <   >  >>