للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ محمود شلتوت في وصف الاحتفال بتلك الليلة: تواضع المسلمون بعد عصورهم الأولى أن يحتفلوا في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بليلة القدر، ويظن كثير من الناس أن هذا الاحتفال التقليدي الذي يقيمونه في السابع والعشرين من رمضان، والذي قوامه كلمة تلقى على الحاضرين، وحلوى توزع عليهم، يظنون أنه يحقق قيامها الذي رغّب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ١.

قلت: ومن العجيب أن بعض من يحتفلون بهذه الليلة يعلنون فرحهم بشكل مزر، حيث يحضرون فرقة صوفية لترقص في المسجد وقد لبس فيها الشبان المرد بعض الملابس النسائية ووضعوا على رؤوسهم الطواقي الاسطوانية الطويلة المضحكة فيرقصون بشكل دوري احتفالاً بهذه المناسبة ٢.

إلى هذا الحد وصل الاستهزاء بدين الله سبحانه وتعالى، حتى أصبح مناسبة للهو واللعب، ومع هذا يعدون ذلك من المواسم الشرعية، وأن هذا من دين الله {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} ٣.

فهذه صورة من مظاهر الاحتفال بليلة القدر كما يزعمون في بعض البلاد الإسلامية.


١ انظر: الفتاوى لمحمود شلتوت (١٥٢) .
٢ انظر: منكرات الأفراح (٦٣) .
٣ سورة الكهف، آية (٥) .

<<  <   >  >>