للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما النذور فهي الهدف الأسمى لسدنة الضريح والدعاة إليه سواءً كانت تلك النذور عيناً أو نقداً. وقل أن يخلو ضريح من صندوق للنذور وذلك أن المناسك والمشاعر حوله لا تنتهي إلا بإيداع بعض الأموال فيه.

وعجل البدوي الذي يجهز ويطاف به حول الضريح في موكب معروف ومشهور ١.

وقد بلغت قيمة ما أودع من الحصيلة النقدية في صندوق ضريح البدوي في عام ١٩٨٤م مليوناً، و ٢٠٠ ألف جنيه، والنذور العينية في حدود هذا المبلغ، فضلاً على ما يحصل من اختلاس أو تلاعب في الأموال قبل إيداعها ٢.

من أجل هذه السيولة المالية جاءت المحافظة على مثل هذه الأضرحة وتلك المشاهد والدعوة إلى أحياء الموالد لها، إضافة إلى ما يزعمون أن فيها رواجاً للتجارة الاقتصاد.

فعلم أن النظرة مادية صرفة من بعض القائمين على هذه الأضرحة وتلك الموالد، ولم يلتفتوا إلى الجانب الديني أو المحافظة على العقيدة السليمة ونبذ


١ انظر: الفتاوى لمحمود شلتوت (٢٣٨-٢٣٩) ، والسيد البدوي بين الحقيقة والخرافة (٢٩٦) ، وقال الدكتور / عبد الواحد في كتابه غرائب النظم والتقاليد والعادات (٧٩) ، وله عجول تسمى عجول السيد تربي بعناية فائقة وينزلها الفلاحون منزلة تقرب من منزلة التقديس، فلا يمسها أحد بأذى حتى ولو أكلت من غير ملك صاحبها، أو تسببت في الأضرار بآدمي، ويحجون بها إلى طنطا عند اقتراب مولد السيد البدوي ليذبحوها أمام ضريحه.
٢ انظر: الله توحيد وليس وحده لمحمد الأنور أحمد البلتاجي (٣٠٣-٣٠٥) ، نقلاً عن جريدة الأهرام العدد (٣٥٨١٩) ، في ١٤/٤/١٤٠٥هـ الموافق ٦ يناير ١٩٨٥م، والحياة الاجتماعية في الفكر الإسلامي، الدكتور / أحمد شلبي (٢٢٠) .

<<  <   >  >>