من شهر أفردوين ماه١، وكان مدة ملكه لا يريهم وجهه، فلما ركبها أبرز لهم وجهه وكان له حظ من الجمال فجعلوا رؤيتهم له عيداً وسموه نوروزا.
ومن الفرس من يزعم أنه اليوم الذي خلق الله فيه النور، وأنه كان معظماً قبل جم شاد. وقيل غير ذلك من الحكايات التي يطول ذكرها.
ومدة الاحتفال بهذا العيد عندهم ستة أيام من اليوم الأول من شهر أفرودين ماه إلى اليوم السادس منه، ويسمونه النوروز الكبير؛ وذلك لأن الأكاسرة يقضون في الأيام الخمسة حوائج الناس على اختلاف طبقاتهم، ثم ينتقلون إلى مجالس أنسهم مع طرفاء خواصهم في اليوم السادس.
ومن عادتهم فيه أن يعد نوع من الطعام في طبق خاص بهذه المناسبة، ثم يوضع بين يدي الملك، ثم تدخل عليه الهدايا، ويكون أول من يدخل عليه بها وزيره، ثم صاحب الخراج، ثم صاحب المعونة، ثم الناس على طبقاتهم، ثم بعد ذلك يأكل من ذلك الطعام ويطعم من حضر.
ثم يقول هذا يوم جديد، من شهر جديد، من عام جديد، يحتاج إلى أن يجدد فيه ما أخلق من الزمان، وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء، ثم يخلع على وجوه دولته، ويصلهم، ويفرق عليهم ما وصل إليه من الهدايا.
١ أفرودين ماه هو الشهر الأول من أشهر الفرس، وهي أفرودين ماه، أرديبهشت ماه، خرداذماه، تيرماه، مراداذ ماه، أرديبهشت ماه، أبان ماه، أذار ماه، دينماه، بهمن ماه، استفندار مذ ماه. انظر: مروج الذهب للمسعودي (٢/٢١٧) .