للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فشرع لنا من الأعياد ما يفرحنا دون بطر وما يحدد شخصيتنا دون تقليد وما يشيع في حياتنا السعادة والاستقرار.

فدين الإسلام كامل لا يحتاج إلى زيادة ولا نقص وهو صالح لكل زمان ومكان، فمن زاد فيه فقد افترى على الله، وأتهم الشريعة بالنقص وعدم الكمال، وكأنّه استدرك على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك قبحاً.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والإحداث في الدين. فقال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ١.

وقال أيضاً: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ٢.

ولا شيء أفسد للدين وأشد تقويضاً لبنيانه من البدع، فهي تسري في كيانه سريان النار في الهشيم، وهي بريد الشرك والموصلة إليه، ولو خرج الرجل كفافاً لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفاً، بل لابد أن توجب له فساداً، منه نقص منفعة الشريعة في حقه، إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض منه.

ومن أشدّ وأخطر ما تساهل فيه بعض المسلمين إحداث أعياد بدعية ما أنزل الله بها من سلطان، ومنشأ ذلك كله: الابتعاد عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمسارعة إلى التشبه بالأمم الأخرى في أعيادها واحتفالاتها لهم فزين الشيطان


١ سيأتي تخريجه، ص (٢٢٠) .
٢ سيأتي تخريجه، ص (٢١٩) .

<<  <   >  >>