للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمراد بالمنسك العيد١، فالعرب لم يكونوا يومئذ متفقين في الأعياد، كما لم يتفقوا في الدين والاعتقاد٢.

ولكن كانت عبادة الأصنام هي السائدة بينهم، حيث كانت منتشرة انتشاراً واسعاً في القبائل العربية وبخاصة قبل الإسلام.

فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام عمرو بن لحي بن حارثة بن عمر الأزدي أبو خزاعة، فنصب الأوثان وسيب السائبة٣، ووصل الوصيلة٤، وبحر البحيرة٥، وحمى الحامي٦.

وكما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب "٧.


١ تفسير البغوي (٣/٣٥٧) .
٢ بلوغ الأرب للألوسي (١/٣٥٦) .
٣هي الناقة التي ينذر الرجل أن يسيبها إن بريء من مرض أو قدم من سفر، فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب، ولا تركب. انظر: النهاية لابن الأثير (٢/٤٣١) . وجاء في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب أنه قال: السائبة التي يسيبونها لآلتهم فلا يحمل عليها شيء (٢/٢٦٩) .
٤ وهي الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن، ومن الشاء التي وصلت سبعة أبطن أثنين أثنين، وولدت السابعة ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء وتجرى مجرى السائبة. انظر: النهاية لابن الأثير (٥/١٩٢) ، والقاموس المحيط (١٣٨٠) .
٥ هي الناقة تشق أذنها فلا يركب ظهرها، ولا يجز وبرها، ولا يشرب لبنها إلا ولدها أو ضيف، وتهمل لآلهتهم. انظر: النهاية لابن الأثير (١/١٠٠) .
٦ هو: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدودة قبل عشرة أبطن فإذا بلغ ذلك قالوا حام، أي حمى ظهره، فيترك ولا يركب ولا ينتفع منه بشيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى. انظر: لسان العرب (١٤/٢٠٢) مادة "حمى" والمفردات في غريب القرآن للأصفهاني (١٣٢) .
٧ صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب المناقب، قصة خزاعة (٦/٥٤٧) ، حديث (٣٥٢١) ، وصحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٤/٢١٩٢) ، حديث (٢٨٥٦) .

<<  <   >  >>