للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" ١.

ولم تكن الأعياد المكانية عند العرب في الجاهلية مقتصرة على الأصنام، بل كان الحج إلى مكة من أهم مواسمهم وأعيادهم، حيث يجتمع فيه الناس من مختلف القبائل ومختلف الأماكن للتقرب إلى الأصنام وللتلاقي في ظروف أمن وسلام لا يحل فيها قتال ولا اعتداء ولا لغو ولا فحش، ويقوم أهل مكة بخدمة الوافدين والضيوف وتمر أيام خالية من غدر واعتداء وقتل وأخذ بثأر، يلبس فيها الناس خير ما عندهم من لباس ويتحلون بأحسن صورة فإذا انتهت الأيام عادوا إلى ديارهم٢ وهم بذلك يدخلون السرور والفرح على أنفسهم وأنفس آلهتهم بحسب اعتقادهم، وتقترن هذه الاحتفالات بذبح القرابين كل يذبح على قدر طاقته ومكانته، فيأكل منها في ذلك اليوم من لم يتمكن من الحصول على اللحم في أثناء السنة لفقره وحاجته فهي أيام يجد فيها الفقراء لذة ومتعة وعبادة٣، فهذه مظاهر الاحتفال بالأعياد المكانية عند العرب.


١ صحيح مسلم، كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة (٤/٢٢٣٠) .
٢ انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، لجواد على (٥/١٠١) .
٣ المصدر السابق (٦/٣٥١) .

<<  <   >  >>