للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخالفة، فالمخالفة أما علة مفردة، أو علة أخرى، أو بعض علة، وعلى التقديرات تكون مأموراً بها مطلوبة من الشارع١.

٤ ـ وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" ٢. هذا اللفظ دل على الأمر بمخالفتهم والنهي عن مشابهتهم، فإنه إذا نهى عن التشبه بهم في بقاء بياض الشيب، الذي ليس من فعلنا؛ فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى٣.

٥ ـ نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وعلل بأنه "حينئذٍ يسجد لها الكفار" ٤.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان، ولا أن الكفار يسجدون لها، ثم أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسماً لمادة المشابهة بكل طريق"٥.

فهذه النصوص وغيرها تهدف إلى سد الذرائع؛ لأن المشابهة في الظاهر ذريعة إلى الموافقة في القصد والعمل٦.


١ اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٦٠-١٦١) .
٢ سنن الترمذي، كتاب اللباس، باب ما جاء في الخضاب (٤/٢٣٢) ، حديث (١٧٥٢) ، وقال: حديث حسن صحيح، وسنن النسائي، كتاب الزينة، باب الإذن بالخضاب (٨/١٣٧) ، حديث (٥٠٧٣) . ومسند الإمام أحمد (١/١٦٥) ، وقد أشار إلى صحته السيوطي. انظر: الجامع الصغير مع فيض القدير (٤/٤٠٨) ، وكذلك الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/٥١٢) .
٣ اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٧٦) .
٤ انظر: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب إسلام عمر بن عبسه (١/٥٦٩-٥٧١) ، حديث (٨٣٢) .
٥ اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٩٠-١٩١) .
٦ أعلام الموقعين لابن القيم (٣/١٤٠) .

<<  <   >  >>