للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عكرمة١: "لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور"٢، وقيل: "أن الزور هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل: الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل"٣.

وقال قتادة٤: "المراد لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم"٥.

قلت: وأعياد الكفار من الباطل ومشاركتهم فيها إعانة لهم على فعل ذلك الباطل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقول هؤلاء التابعين أنه أعياد الكفار، ليس مخالفاً لقول بعضهم: أنه الشرك أو صنم كان في الجاهلية، ولقول بعضهم: أنه مجالس الخنا، وقول بعضهم أنه الغناء؛ لأن عادة السلف في تفسيرهم، هكذا يذكر الرجل نوعاً من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه، أو لينبه به على الجنس.

ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور: هو المحسن المموه حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة.


١ هو: أبو عبد الله عكرمة البربري المدني، مولى ابن عباس، أصله من البربر من علماء التابعين، ومن المتبحرين بالتفسير، من كبار تلاميذ ابن عباس، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة، وتوفي (١٠٤هـ) . انظر ترجمه: تقريب التهذيب (٣٩٧) ، وتذكرة الحافظ (١/٩٥) .
٢ تفسير القرطبي (١٣/٧٩ـ٨٠) .
٣ تفسير ابن كثير (٣/٣٢٨) ، وتفسير البغوي (٣/٣٧٨) .
٤ هو: قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري الأعمى، أحد العلماء التابعين من أحفظ الناس، وكان فقيهاً وعالماً بالتفسير، توفي رحمه الله سنة (١١٧هـ) وعمره ٥٧هـ سنة. انظر ترجمته: البداية والنهاية (٩/٣١٣) ، وتقريب التهذيب (٤٥٣) .
٥ تفسير البغوي (٣/٣٧٨) . وانظر: فتح القدير للشوكاني (٤/٨٩) .

<<  <   >  >>