وتأمل ذكر الحال في قول الله تعالى:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}(النمل: ١٩). وكيف أبرزت الفعل وبينت كيفية وقوعه من سليمان -عليه السلام- فهو تبسم واضح قد قوي حتى وصل إلى حد الشروع في الضحك، وانظر إلى الحال أيضًا في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}(الأحزاب: ٤٥). وكيف أفصحت عن مهمة النبي -صلى الله عليه وسلم-وبينت الهدف والغاية من إرسال الرسل.
وتأمل ذكر الحال في قول الشاعر:
دنوت تواضعًا وعلوت مجدًا ... فشاناك انخفاض وارتفاع
وكيف أبرزت ما يقصده الشاعر، وبينت المراد من الدنو، ثم انظر كيف يكون المعنى لو لم تذكر هذه الحال، فقيل: دنوت وعلوت وعلوت فشاناك انخفاض وارتفاع، إن المعنى يكون ملبسًا ومشكلًا.
بهذا يتبين لك أن تلك القيود لا تذكر إلا لمعنى يقتضيه المقام ويدعو إليه الداعي.