من الرواة إليها والأخذ بها نظريا وتطبيقيا، وضم الباب الأول:"رواية الشعر وشرف المعنى" ثلاثة فصول:
الفصل الأول: بعنوان "الرسول ورواية الشعر" تناول فيه ما يتعلق بتمثل الرسول صلى الله عليه وسلم بالشعر، وطبيعة هذا الشعر، واختلاف طبيعة النبوة عن طبيعة الشعراء اختلافا جوهريا، ووضح الباحث عدم التلازم بين نفي علمه، عليه السلام، بالشعر ونفي إنشاده له، وأن التمثل بالشعر ليس فيه مساس بعصمة النبوة، ويبسط الباحث ما ورد حول هذه القضية من أقوال وآراء ويردفها بتحليل ونقد لبعضها؛ مما يؤكد تمكن الباحث من موضوع بحثه.
والفصل الثاني: بعنوان: "رواية الشعر الجاهلي في القرن الأول الهجري" عهد الصحابة والتابعين، تناول فيه الباحث الاتجاهين اللذين جرى فيهما النشاط الأدبي وأولهما: ما كان الأساس في روايته وإنشاده خلقيا ودينيا، والثاني ما تتحقق من روايته وإنشاده غايات اجتماعية ومنافع أدبية مما يحقق المنهج الذي حرص الإسلام على تحقيقه في مناحي الحياة كلها، ويورد الكثير من الشواهد وآراء العلماء موجها ومرجحا، ويخلص من ذلك إلى جواز رواية الموروث من شعر الحكم الذي يوافق الشرع والحق والفطرة النقية، ويستدل على ذلك باستشاد الرسول بعض صحابته من شعر أمية بن أبي الصلت، وبمواقف للصحابة والتابعين، وما كان يجري في مجالس بني أمية، كما فصل القول في شعر الأغراض العامة وحدود مجالاته المباحة، واستدل على ذلك بما أنشده أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- وأهل الكوفة وبعض مسلمي الفتح ورواة أشعار الجاهلين من الإسلاميين.