تكاد المقالة الأدبية تكون شعرًا منثورًا، فالذاتية طابعها، وشدة الانفعال من أولى خصائصها، وتتغلب فيها حرارة الوجدان على رزانة الفكر، وتتمتع بالأسلوب الرصين، والأخيلة الجذابة، والعبارات المبنية بناء متناسقًا محكمًا.
ومنها مقالات مصطفى لطفي المنفلوطي في "النظرات" و"العبرات"، ومقالات جبران خليل جبران في كتابه "البدائع والطرائف"، ومقالات مصطفى صادق الرافعي في كتبه المتعددة، مثل "وحي القلم" و"السحاب الأحمر".. وغيرها، ومن هذا النوع أيضًا مقالات أحمد حسن الزيات، وأحمد أمين، ومحمد زكي عبد القادر، وأمين الريحاني، ومحمد عوض محمد.
يقول الأستاذ عمر الدسوقي في كتابة "نشأة النثر": يقتضي الأسلوب في هذا اللون من النثر الأدبي التأنق في اللفظ، وجودة السبك، وتوليد المعاني، والمعرفة بأسرار اللغة، ووفرة المحصول من المفردات، والبصر بالكلام الجيد من المنظوم والمنثور. كل ذلك إلى جانب طبيعة مواتية، وحس مرهف، وذوق رقيق يهدي إلى مواطن الجمال".
ومن أعلامها: أحمد حسن الزيات، ومصطفي صادق الرافعي، وأحمد أمين، وطه حسين، والمازني، وسيد قطب، ووديع فلسطين، وعبد الحميد إبراهيم، وشكري عيّاد، وعبد القدوس أبو صالح، وحسين سرحان، ومحمد بن عبد الرحمن الربيع، ومحمد بن سعد بن حسين، وحمد الدخليل ... وغيرهم.