هذه الرسالة التي أرسلها الأديب الأستاذ وديع فلسطين إلى أحد أصدقائه: القاهرة في السادسة والعشرين من يناير ١٩٩٥م.
أخي العزيز الدكتور ...
شكرا على رسالتك المؤرخة في ١٣ /١ / ١٩٩٥ وعلى مودّاتك الغالية، وأخوّتك النبيلة، ويسعدني أن أرد عليها في هذه السطور قبل أن أزداد انجرافًا في تيار الأعمال.
الأحاديث المستطردة١ نَدَرَ من يطالعها في مصر، ولم أصادف حتى الآن شخصًا أفاد بأنه قرأها أو حتى رآها، مما يدل على أنني أرسل هذا الكلام إلى قبة الهواء! ولست مهتمًّا بذلك؛ لأنني أعد نفسي متقاعدًا من مآرب الأدب -ولو في مصر- وليست بي رغبة في ولوج ميدان الأدب عن طريق أي من مجلاتنا أو صحفنا. ولهذا أدهشني قولك إن لك زملاء يهتمون بهذه الفصول؛ ربما لأنهم يجدون فيها من اللمسة الشخصية ما لا يجدونه في الكتب المنشورة، وإذا كان الحديث الخاص بالدكتور"بشر فارس" قد فاتك، فإليك صورة منه ...
١ يشير إلى ذكرياته التي ينشرها في جريدة "الحياة" اللندنية عن الأدباء الذين عرفهم تحت عنوان "حديث مستطرد"، وكان ينشر هذه الزاوية من قبل في مجلة "الأديب" اللبنانية.