ومن نماذجها مقالة "أحقًّا مات علي محمود طه؟! " لأحمد حسن الزيات١، التي يقول في مطلعها:
"أحقا رفاق علي لن تروه بعد اليوم يحيي المجالس بروحه اللطيف، ويؤنس الجلاس بوجهه المتهلل، ويدير على السُّمار أكؤسًا من سلاف الأحاديث تبعث المسرة في النفوس، وتحدث النشوة في المشاعر؟
أحقًّا عشاق علي لن تسمعوه بعد اليوم ينشد القصائد الرقيقة، ويخرج الدواوين الأنيقة، ويصور الحياة بألوان من الشعر والسحر والفتون، في إطار من الجمال والحب واللذة؟
أحقًّا أصدقاء علي لن تجدوه بعد اليوم يبذل من سعيه ليواسي، وينيل من جاهه ليعين، ويجعل بيته سكنًا لكل نفس لا تجد الدعة ولا الأنس، ومثابة لكل طائر لا يجد الروضة ولا العش؟. أحقًّا عباد الله سكت البلبل، وتحطم الجام، وتقوض المجلس، وانفض السامر، وتفرق الشمل، وأقفر الربيع، وأصبح علي طه الشاعر العامل الآمل أثرًا وخبرًا وذكرى؟ "
ومن هذا النوع من المقالة ما كتبه أحمد أمين في كتابه "إلى ولدي"، ومنه قوله: "أهم ما جربت في حياتي أني رأيت قول الحق والتزامه، وتحري العدل وعمله، يكسب الإنسان من المزايا ما لا يُقدَّر. لقد احتملت في سبيل ذلك بعض الآلام، وأغضبت بعض الأنام، وضاعت عليَّ من أجله بعض المصالح، ولكني برغم ذلك كله قد استفدت منه أكثر مما خسرت، لقد
١ أحمد حسن الزيات: أحقًّا مات علي محمود طه، مجلة "الرسالة" العدد"٨٥٦"، في ٧/ ٢/ ١٣٦٩هـ "٢٨/ ١١/ ١٩٤٩م"، ص ١٦٤١، ١٦٤٢.