يوضح العلة المرادة في التوجيه. ونصه على الحسن والجمال في بعض النصوص والأبيات السائرة قصدا للاستعانة بها على إيجاز فكرته أو توضيح مقصده، ويختم الفصل مشيرا إلى أن مرويات المحدثين تتفاوت في قيمتها الجمالية، كما أن فيها ما يطلب المعنى الخلقي الصائب ولو كان في شعر بعيد عن الجمال التعبيري، أو هابط إلى التقريرية الواضحة.
ومما لاحظت من أخطاء -أظنها مطبعية- لا تؤثر في قيمة البحث، وهي نادرة، ففي ص٦٦ خطأ في ضبط آخر كلمة في أول بيت في الصفحة، وفي ص٧٨ خطأ في آخر كلمة في الشطر الأول من البيت الأخير، وفي ص٤٢٤ خطأ في البيت الثالث سقط بعد كلمة "ربي" أدى إلى كسر الوزن وأظن الناقص "لكن"، وفي ص٤٢٦ كلمة " تأميله" لعلها تأملية.
ولقد استطاع الباحث أن يقدم صورة واضحة عن المنهج الإسلامي في العصور الإسلامية الأولى في رواية الشعر ونقده، ساعده على ذلك سعة الاطلاع، والوقوف على أبعاد القضية التي يكتب فيها، وأخذه النفس بالجد في التناول، والقدرة الواضحة في المناقشة والاستنتاج في صفاء لغة، ونصاعة بيان، ودقة اختيار الشواهد، والإفاضة في مناقشتها؛ مما أدى إلى ظهور شخصيته العلمية. والبحث يعالج قضية من القضايا الهامة في مجال الأدب الإسلامي ونقده، وبه جهد كبير، وقد نجح الباحث في تخطيط البحث، وفي عرض قضاياه، والاستشهاد والتحليل، مما يسم البحث بالأصالة والجدة في بابه، كما التزم فيه الباحث بالمنهج العلمي الدقيق.