للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البديعية، والزخارف المتكلفة المموجة. وقد كانت الشئون السياسية هي الموضوع الأول لهذه المقالات، ولكن الكتاب كانوا أحيانًا يعرضون لبعض الشئون الاجتماعية والتعليمية"١.

ويمكن أن نمثل لذلك بجزء من مقالة لأحمد فارس الشدياق، بعنوان "الوطني المزيف"٢ يقول فيه:

"من الناس من يبالغ في مدح وطنه، ويحن إليه حنينه، فيصلف مروه ورياضه، وحروجه وحياضه، ووهاده وجباله، وتلاعه وتلاله، وربوعه ودياره، ونباته وأشجاره، وبقوله وثماره، ودوحه وأطياره، وطيب هوائه ولذة مائه ... " إلخ.

وقد استمرت هذه المرحلة، حتى نهاية القرن التاسع عشر.

المرحلة الثانية:

يمكن أن نسميها مرحلة التطور وهي تلك التي نشأت في مطالع القرن العشرين، ومن بواكير هذه المدرسة: محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، ومن أعلامها: لطفي السيد، وطه حسين، ومحمد السباعي، وعباس محمود العقاد، وغيرهم. والمتأمل في نتاج هؤلاء، يجدهم قد خطوا بالأسلوب الأدبي في هذه المرحلة خطوات جبارة، فخلصوه من قيود السجع والصنعة، وأطلقوه حرًّا بسيطًا، يحمل من الأفكار والمعاني الكثير، ويناقش قضايا المجتمع في مختلف شئون حياته.


١ السابق، ص٦٥-٦٦.
٢ نقلا عن كتاب: نشأة النثر الحديث وتطوره، للأستاذ عمر الدسوقي، دار الفكر العربي، القاهرة ١٩٧٦، ص٥٧.

<<  <   >  >>