في ذلك سعادتهم في الدنيا والآخرة، قال عبد الملك بن مروان:"يا بَنِيَّ، تعلموا العلم، فإن كنتم سادة فقْتُم، وإن كنتم وسطًا سدتم، وإن كنت رعية عشتم". وعلى قدر ما يبذل في التربية من جهد، وما يبذر فيها من بذر، يكون النتاج والحصاد.
- تعهد الناشئة، وتوفير البيئة الصالحة، التي تكفل لهم حسن النشأة، ونماء القوة، وبناء الشخصية، والقدوة الحسنة.
- عرف أسلافنا عظم الأمانة، وثقل المسئولية، وأدركوا أن عليهم واجبًا عظيمًا، وهو ربط الجيل الناشئ بالأسس الثابتة التي إن تغيرت اهتزت الحياة، واضطرب نظامها، وأن يُنشئوا على الدين الحق، ولا يتركوا لنزغات الشياطين، ووساوس المضللين، ومن هنا كان على الآباء أن يحافظوا على صفاء فطرة أبنائهم، وأن يعمقوا في قلوبهم حقائق الإيمان، شيئًا فشيئًا، حسب الطاقة والاستعداد، بما يناسب أحوالهم، ثم عليهم أن يعلموهم معنى العبادة لله، وضرورتها للحفاظ على كيان الإنسان، فهو لا يجد طمأنينته وثقته وقوته وراحته إلا إذا غرس هذا في أعماقه، واستقر في فطرته، فإذا حرم حظه من العبادة تسرب الشقاء إلى نفسه، وضل في الحياة سعيه، مهما أوتي من العلم والذكاء، والقوة والثروة.
وبعد الإيمان والعبادة، يأتي الخلق والسلوك، فلا بد أن يكون الآباء قدوة للأبناء في الالتزام بمكارم الأخلاق، والترفع عن الدنايا والرذائل، وإلا فأي جدوى من النصح والوعظ والزجر!!