وهو في التاسعة عشرة، وشارك في حركة عليكره، فعمل أستاذًا للعربية والفارسية، ثم انتقل إلى لكهنو واشترك في تأسيس ندوة العلماء ودار المصنفين. وقد اهتم شبلي بإصلاح نظام التعليم في المدارس العربية الإسلامية، ورد على جرجي زيدان في كتابه "التمدن الإسلامي" ونشرت مقالاته بالعربية في "المنار" التي كان يديرها محمد رشيد رضا، وهو بالإضافة إلى هذا كتب الشعر بالعربية والفارسية والأردية، ومن مؤلفاته بالأردية: المأمون، الفاروق، سيرة النعمان، سيرة النبي "جزءان". ويتضح الاتجاه الإسلامي في مؤلفاته النثرية والشعرية بجلاء.
وقد أوضح المحاضر د. سمير عبد الحميد أن عام ميلاد النعماني ١٨٥٧م يعد عامًّا مشهودًا في تاريخ الهند لأنه عام الثورة التي قام بها المسلمون ضد الإنجليز، وأنه توفي في بداية الحرب العالمية الأولى ١٩١٤م/١٣٣٢هـ.
كما تطرق المحاضر إلى أن الرجل غير معروف في العالم العربي، كما أنه غير معروف لدارسي الآداب الشرقية، وأنه لم يكتب عنه شيء باللغة العربية، وأنه ساعد من خلال كتاباته ومؤلفاته على إرساء التقاليد الأدبية للغة الأردية، حيث كانت الكتابة الأدبية قبله تعتمد على الفارسية. وقد ساعدت الظروف التي مر بها شبلي النعماني ومرت بها الهند عمومًا على تكون فكره وأدبه، ولعل من أهم هذه الظروف: الثورة التي قام بها المسلمون في الهند ضد الإنجليز، وموجة الاضطهاد الواسعة التي شنت ضد هؤلاء المسلمين. لذا فقد طالب شبلي النعماني بإعادة كتابة تاريخ الهند مرة أخرى، وإلقاء الضوء على دور المسلمين.
١ مجلة "حريتي"، العدد الصادر في ٢٩/ ٩/ ١٤١٥ هـ -٢٦ من فبراير ١٩٨٩م، ص٥٦-٥٧.