للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرميم، ثم تحدثوا وأطيلوا الحديث عن ضخامة الآثار وعظمة النيل وجمال الوادي وحال الشعب، ولكن اذكروا دائمًا أن الروح التي تنفخونها في مومياء فرعون هي روح عمرو، وأن اللسان الذي تنشرون به مجد مصر هو لسان مضر، وأن القيثار الذي توقعون عليه ألحان النيل هو قيثار امرئ القيس، وأن آثار العرب المعنوية التي لا تزال تعمر الصدور وتملأ السطور وتغذي العالم، هي أدعى إلى الفخر وأبقى على الدهر وأجدى على الناس من صفائح الذهب وجنادل الحجارة.

إنما تتفاضل الأمم بما قدمت للخليقة من خير، وتتفاوت الأعمال بما أجدت على الإنسان من نفع. أليس"الخزان" خيرًا من الكرنك، والأزهر أفضل من الأهرام، ودار الكتب أنفس من دار الآثار؟

وبعد فإن ثقافتنا الحديثة إنما تقوم في روحها على الإسلام والمسيحية١، وفي أدبها على الآداب العربية والغربية، وفي علمها على القرائح الأوروبية الخالصة. أما ثقافة "البردي" فليس يربطها بمصر العربية رباط، لا بالمسلمين ولا بالأقباط.


١ انظر نقدًا لهذه الفقرة في التعليق الذي يأتي عقب المقالات.

<<  <   >  >>