للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الريف وهو يعيش في المدينة، مكتفيًا بما يسمع أو يقرأ عنه، لا يجيد كمن يعيش في الريف، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكتفي بتجاربه الذاتية، فلا بد له أن يفيد من خبرات الآخرين، بشرط أن يهضمها ويتمثلها تمثلًا جيدًا، حتى تصبح كأنها خبراته الخاصة ويكون صادقًا مع نفسه في كل ما يكتب، وبهذا يستمد عمله القصصي من خبراته وخبرات الآخرين.

كيف يستخدم الكاتب هذه المادة:

حين يعود كاتب القصة إلى نفسه ليستمد من خبراته المخزونة مادة قصته لا يتقيد بعرضها علينا في عمله الفني مرتبة، كما وقعت في الحياة، بل يختار من المواقف والأحداث والأشخاص ما يراه لازمًا لتكوين شكل خاص، له هدفه المحدد، ومغزاه الذي يريده. وقد تكون الحادثة تاريخية، فيجد نفسه يضيف إليها من خبراته الخاصة ما يجعل لها مغزى جديدًا. وأهمية المادة لا تأتي من أهمية الحادث، أو أهمية التاريخ، وإنما من تعميق الكاتب لها، ونظرته الفاحصة إليها من كل جوانبها، وإكسابها قيمة إنسانية.

<<  <   >  >>