للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعبارات المتحاورين مثل: "وكان عنترة يمتطي جواده فنزل عنه وهو يقول: سمعًا وطاعة يا سيدي"، وقد يستخدم الوصف غير مرتبط بالحوار مثل: كان الربيع يغطي جوانب الوادي بكساء من الحشائش الخضراء، والأزهار الناضرة". وفائدة الوصف نقل الجو الذي تجري فيه الأحداث، وتهيئة نفس القارئ لها. ومقياس نجاحه قوة التأثير في نفس القارئ بما يلائم الموقف.

ويرى بعض الواقعيين في القصة أن تكتب القصة أو ما فيها من حوار باللغة العامية١ لأن ذلك يحقق الواقعية، وهذا غير مقبول؛ لأن الواقعية تأتي من الأحداث لا من اللغة، كما أن تطبيق واقعية اللغة غير ممكن إذا تعددت الجنسيات في القصة، وفضلًا عن ذلك إن فن القصة اختيار، وليس نقلا للواقع.

٦- الفكرة:

وهي المغزى الذي يرمي إليه الكاتب من تأليف القصة، والهدف الذي يهدف إلى تقريره، وهي غالبًا الكشف عن حقيقة من حقائق الحياة، أو السلوك الإنساني، وذلك يثير إعجابنا بالقصة. وليست الفكرة وحدها مصدر إعجابنا في العمل القصصي، وإنما يلعب الشكل الفني دوره أيضًا، فقد تكون القصة ناجحة من حيث الإطار الفني، ولكنها تنطوي على فكرة لا تعجبنا. ومن هنا لا بد من الملائمة بين الفكرة والإطار الفني الذي تخرج لنا فيه.


١ انظر في معالجة هذه الفكرة كتاب د. عبد الفتاح عثمان: بناء الرواية: دراسة في الرواية المصرية، ط١، مكتبة الشباب، القاهرة ١٩٨٢م، ص ٢٣٨ وما بعدها. وكتاب د. عزيزة مريدن "القصة والرواية" مرجع سابق، ص ٥٥ وما بعدها.

<<  <   >  >>