للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان أعظم فرسان القبيلة، وأقبل عليه أخوه "شيبوب" فحدثه عنترة بحبه لعبلة، ورغبته في زواجها، لكن أخاه يبين له أن ذلك يعرضه للخطر، لأنه عبد وأبوها "مالك" لن يقبل زواجه منها، بل ربما انتقم منه لتشهيره بها في أشعاره.

وتصل القافلة إلى ديار "عبس" فيذهب عنترة إلى شداد فيجده بين زعماء القبيلة، في سرادق كبير أقيم احتفالًا بأحد الأعياد الجاهلية، فيجد هناك "عمارة بن زياد" الشاب الوسيم الذي يريد الزواج من "عبلة" والذي يتحرش بعنترة ويعيره بأمه الجارية، ويدعو "عنترة" للمبارزة، فيعلوا صراخ النسوة وتسود الفوضى، ويسرع "شداد" إلى اجتذاب "عنترة" ويخرج به إلى الخلاء فينتهز "عنترة" الفرصة ويطلب منه الاعتراف بنسبه إليه، فيعترف بعد حوار طويل، ولكنه يرفض إعلان ذلك حتى لا يفاجئ قومه بهذه الحقيقة فيغضب "عنترة" ويقرر ألا يقوم للقبيلة إلا بأعمال العبيد، ولن يتصدى للدفاع عنها. ويخرج إلى الوادي ليرعى الإبل، فيجيء أخوه "شيبوب" وينقل إليه خبرًا مزعجا، وهو أن "مالك بن قراد" قرر تزويج ابنته "عبلة" من "عمارة بن زياد" فيعود "عنترة" مسرعًا إلى الحي، ويتحرش بعمارة.

وفي يوم خرج فرسان "عبس" للإغارة على قبيلة "طيئ"، فلم يخرج معهم "عنترة" وقام فرسان "طيئ" بغارة مفاجئة على "عبس" التي لم تكن فيها غير النساء والكهول وعدد قليل من الفرسان بقيادة "شداد"، فانهارت مقاومة عبس، واكتسح فرسان "طيئ" النساء وحطموا الخيام، وأشعلوا النار وأسروا"عبلة"، وكان "عنترة" ممتنعًا عن دخول المعركة لأنه عبد، وظيفته الرعي لا القتال، وجعل "شداد" يلح عليه للاشتراك في المعركة حتى يعترف به، فلما تحقق أمله انطلق بفرسه يهاجم فرسان "طيئ" حتى كسر شوكتهم، ومزق

<<  <   >  >>