للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٠- قِيد، وقَيْد:

كثيرًا ما نسمع قول القائل: لن أحيد عن رأيي قَيْد أنملة، أو قَيْد شعرة، بفتح القاف، والصواب: قِيد شعرة بكسر القاف، أو قاد شعرة، أي مقدار شعرة، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "حتى ترتفع الشمس قِيد رمح" أي قدر رمح وقوله عليه السلام: "لقابُ قوس أحدكم من الجنة أو قِيد سوطه خير من الدنيا وما فيها". أم القَيْدُ فمعروف، وجمعه قيود وأقياد، وهو ما يقيِّد به. قال امرؤ القيس في وصف فرسه:

وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قَيْدِ الأوابد هيكل

٢١- جاء فورًا ـ جاء من فوره:

يكثر دوران هذا الاستعمال لكلمة "فور" والأصل أن يقال: جاء فلان من فوره، يؤيد ذلك وروده في التنزيل على هذه الصورة. قال تعالى: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} [آل عمران/ ١٢٥] .

قال الزمخشري: "من قولك: قفل من غزوته، ورجع من فوره إلى غزوة أخرى، وجاء فلان ورجع من فوره.. وهو مصدر فارت القِدر إذا غلت، فاستعير للسرعة، ثم سميت به الحالة التي لا ريث فيها ولا تعريج على شيء من صاحبها، فقيل: خرج من فوره، كما تقول: من ساعته، لم يلبث".

وقد يكون هذا الكلام على تقدير محذوف، وهو إما حرف الجر، وهو ما يسمى بالحذف والإيصال، فلما حذف الجار وصل الفعل المتعدي بنفسه إلى مفعوله، فنصب المجرور، ومثله قول الشاعر:

تمرون الديار ولم تعوجوا ... كلامكم على إذن حرامُ

<<  <   >  >>