للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الثاني، فيقوم فيه الدارس باستجلاء ما في النص من أفكار موضوعية، وقيم شعورية ومعانٍ إنسانية، وشرحها وبيان ما فيها من صدق أو كذب، ومن صحة أو خطأ، ومن وضوح أو غموض، ومن سطحية وابتذال، أو بعد وعمق، ومن ذاتية أو موضوعية.

ب- الشكل "أو القالب الفني":

ينبغي لدراس النص -قبل أن يعرض للسمات الفنية للشكل- أن يحدد القالب الفني الذي اتخذه الأديب مجرى لإبداعه، أهو الشعر- غنائيًّا أو مسرحيًّا أو ملحميًّا -أم النثر- قصة، أو مقالة، أو رسالة، أو خطبة؛ فلكل لون من ذلك أصوله وطرائقه.

وعلى الدارس بعد تحديد القالب الفني للنص، أن يبدأ في تناول أسلوب الأديب، ونعني بالأسلوب طريقة التعبير وخصائصه، وفي الأسلوب يدرس الألفاظ التي انتقاها، وطريقته في تكوينها، وأي الألفاظ يؤثر، وعلى أي المشتقات يقبل، ويدرس العبارات، وكيف صاغها وألف بينها، كذلك يدرس الصور، وكيف ألفها، ومن أي المواد التقط عناصرها، كذلك يدرس موسيقاه وفقًا لعلم العروض، ليرى هل وفق الشاعر في اختيار هذا البحر أو ذلك، وهل يجري على عروض الخليل أم سار على الطريق التي استحدثت فيما بعد، من الموشحات أو الشعر المرسل أو شعر التفعيلة١.

١- الألفاظ:

هذا جانب هام من جوانب الدراسة الفنية للنص، فما لا شك فيه أن اختيار الألفاظ المناسبة يلعب دورًا مهما في الخلق الأدبي، فالكلام موضوع


١ انظر السابق: ١٠٣.

<<  <   >  >>