للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التخلص من الاستعارة حتى في التعبير العادي ذلك أنها من عوامل التحسين للمعنى، أو أنها تفرض نفسها وتصبح على لسان الفرد العادي تعبيرًا لا نحس بمدى جماله.

"سنة التغير ماضية"، "ذهب يوم/ أتى آخر"، "يحمل معه"، "تفرض نفسها" ...

ـ "النبع يغني ... يرقص" شبه النبع بمن يغني ويرقص، ففيه استعارة مكنية. ويحكي هنا أن الزمان يتساءل أين ضباب الصباح أين؟ ... أين؟ ... فهو يتطلع إلى الحياة الكريمة ثم يذكر أنه يريد أن يرى النبع يغني بين المروج ويرقص فوق الشجر.

وهذا دلالة على السعادة والحياة الجميلة حيث الغناء والرقص -كما يرى الشاعر وليس كما أرى.

ـ كما يحكي عن الزمان وأنه ظامئ إلى النور والنبع ونغمات الطيور والنسيم العليل، وكل هذه مظاهر جيدة يتطلع إليها الزمان ويطمح إليها، فإذا كان غير العاقل يطمح للمعالي فمن باب أولى أن يطمح الإنسان صاحب العقل، وصاحب الإمكانات.

ـ "جاء الربيع": استعارة مكنية شبه الربيع بإنسان يجيء، صاحب إرادة. وفيه تشخيص.

هذه الاستعارة أفادتنا أن الزمان حينما طمح للحياة السعيدة وأراد تحقيقها أتته أمانيه كما يشتهي.

<<  <   >  >>