٧٧- ولا عذر للجاني بتقدير خالق ... كذلك في الأخرى بلا مثنوية
الشرح:
يعني: أنه يكفيك نقضا لقولك، وإبطالا له: أن الله تعالى يقضي بحكمته الآلام على غير المكلفين، من الصبيان والمجانين والبهائم.
وهذه الآلام من لوازم الطبيعة: فلا تنفك الطبائع إلا أن تكون على هذه الصفة، تكون صحيحة ومريضة، ومرتاحة ومتألمة، بحسب ما يعرض للطبيعة من استقامة وانحراف.
فإذا كانت أسباب الآلام، إذا وجدت، تولدت عنها الآلام، وترتبت عليها الأسقام، كمن أكل سما ترتب عليه الهلاك، أو ألقى نفسه في نار أو مهلكة، لابد أن يترتب عليه مقتضاه وأثره.
فإذا كنت لا تعذر من أكل سما أو ألقى نفسه في التهلكة، وتنسب هلاكه إلى عمله، فالكفر والمعاصي كذلك، بل أبلغ، لأن آكل السم والملقي نفسه بالهلكة، ربما يعرض بعض العوارض المانعة من الهلاك. بخلاف الكفر وتوابعه، فإن آثاره مترتبة عليه قطعا، إلا إذا رفعها العبد بتوبة نصوح.