[بيان حقيقة معصية المكلف، وأن الله قد وضع أسبابا لأفعال العباد، وأن حكمته اقتضت افتراقهم بالعلم والجهل وما إلى ذلك]
ثم قال الشيخ:
١٠٨- ومعصية العبد المكلف تركه ... لما أمر المولى، وإن بمشيئة
١٠٩- فإن إله الخلق حق مقاله ... بأن العباد١ في جحيم وجنة
١١٠- كما أنهم في هذه الدار هكذا ... بل البهم في الآلام أيضا ونعمة
الشرح
يعني: أن معصية العبد: تركه لما أمر الله به ورسوله، وإن كان ذلك بمشيئة الله. فالله تعالى شاءه وأراده: لما له في ذلك من الحكمة، ولعلمه تعالى أن العبد يفعله باختياره ومرا غمته لربه. فلا حجة له في ذلك.
وقد أخبر الله تعالى: أن الأبرار لفي نعيم، وأن الفجار لفي جحيم، في دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، إما الجنة أو النار.
بل البهائم في الدنيا، منها ما هو منعم، ومنها ما هو مريض أو مصيبه شيء من الآلام. ولذلك كله أسباب وطرق معروفة، يحمد المولى بوضعه الأسباب المنوعة، مفضية إلى مسبباتها.
١ في الأصل: و (س) : "عبادي" وما أثبته من الفتاوى والعقود.