[المثال الأول:{محاورة رجل عاص مسرف وصاحب له مخلص}]
...
المثال الأول:[محاورة بين رجل عاص مسرف وصاحب له مخلص] ١.
رجل كان مسرفا على نفسه، كثير الجراءة على المعاصي.
فقال له صاحبه وهو يناصحه ويحاوره: أما ترتدع عما أنت عليه؟
أما تتوب إلى ربك وتنيب إليه؟
أما علمت أن عقابه شديد على العاصين؟
فقال المسرف: دعني أتمتع فيما أريد، فلو شاء الله لهداني، ولو أراد لي غير ذلك لما أغواني.
فقال له الناصح: بهذا الاعتذار الكاذب ازداد جرمك، وتضاعف ذنبك، فإن الله لم يغوك، بل الذي أغواك: الشيطان مخاطبا لربه {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[صّ:٨٣] .
فالشيطان دعاك إلى المعاصي فأجبته. والله دعاك إلى الهدى فعصيته.
بين الله لك السعادة وطرقها، وسهل أسبابها ورغبك فيها، ووضح لك طريق الشقاوة، وحذرك من سلوكها واتباع خطوات الشيطان.
وأخبرك بما تؤول إليه: من العذاب الشديد، فرضيت، واستبدلت الضلالة بالهدى، والشقاوة على السعادة.
١ هذا العنوان ما بين المعقوفتين من وضع المعتني زيادة في الإيضاح، وكذا العنوان التالي أيضا.