ثم هناك أمر ثان, أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" , والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد رأى كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأمعن النظر فيها وهضم معانيها, فنفخت فيه روح الثورة على تلك الأوضاع الفاسدة ومنحته سلاحا قويا من الحجج النقلية والبراهين العقلية ما استطاع بها أن يزهق باطل أولئك المردة والمشركين, وأن يزيف شبه علمائهم ودعاة مذاهبهم, ولا ريب أن الشيخين كانا شاميين, فإذا دعوة الشيخ شامية لا نجدية, الحديث يقول "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا"
فهل بقي للقراء بعدما أسلفنا ذكره من أدلة لغوية وحديثية والحوادث التاريخية شك أن المتشبثين بحديث "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" في ذم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته تشبث باطل ومستند فاسد لا يستريب في منصف, وأن هؤلاء لما كانوا مفلسين في ميادين الحجج النقلية الصحيحة والعقلية الرجيحة, أخذوا يتشبثون ويستمسكون بما هو أوهن من بيت العنكبوت من الشبه الفاسدة والآراء الكاسدة ليقووا مذهبهم ويوهنوا دعوة الشيخ رحمه الله تعالى..