الثقفي ودعواه نزول الوحي عليه, وحادثة قتل زيد بن علي بن الحسين.
وظهور المعتزلة والقدرية وحادثة القول بخلق القرآن, وموقف المأمون مع الإمام أحمد بن حنبل وعلماء السنة, يأمرهم بهذا الاعتقاد الفاسد, ووصل الأمر به إلى حد سجنهم, وجاء المعتصم بعد المأمون على منهجه ثم الواثق بالله وسار هو أيضا على درب سابقيه, وسجن الإمام أحمد ثمانية وعشرين شهرا وضر بالسياط مرارا حتى أغمي عليه ولم يوافقهم على ما يريدون, ولا زالت الفتن بها حتى جاء عبد الكريم قاسم وقتل من قتل من الملوك والعلماء, ودعا إلى مذهب الشيوعية والإلحاد, ولا زالت الفتن تترى.
فقل بربك هل ظهر في نجد اليمامة حوادث كحوادث العراق, أو ربع تلك الحوادث أو عشرها, فإن كان قد ظهر مسيلمة الكذاب في نجد فقد ظهر الأسود العنسي في اليمن مدعيا النبوة, وكم من مدع للنبوة ظهر في غير نجد, فما بال هؤلاء يغضبون من نجد ويرضون عن غيرها.
ولهذا قال الشيخ يوسف النبهاني عائبا أهل نجد بخروج مسيلمة بقوله:
مسيلمة الجد الكبير وعرسه ... سجاح لكل منهم الجدة الكبرى
أجابه المرزوقي رحمه الله بقوله:
نعم كان في ذاك الزمان مسيلم ... وأسود في صنعا وطلحة ذو الأغرا
ومثلهم المختار في كوفة افترى ... غداة حكى جبريل أوحى له الأمرا
ففي يمن كانوا ونجد وكوفة ... أتغضب من نجد وترضى عن الأخرى
فماذا على نجد من العيب والأذى ... بمن قد خلا من كافر عنه وازورا
تعير نجدا في سجاح وزوجها ... وذنبك في الإسلام قد جاوز الحصرا