وأزيد القارئ بيانا أنه جاء في بعض الأحاديث ما يؤيد ما أسلفنا ذكره, فقد قال صلى الله عليه وسلم:
(١) "رأس الكفر قبل المشرق" (صحيح مسلم) .
(٢) رأس الكفر نحو المشرق (صحيح البخاري)
(٣) "ومن ههنا جاءت الفتن نحو المشرق" (صحيح البخاري) .
(٤) رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق "أن الفتنة ههنا, أن الفتنة ههنا".
(٥) وهو مستقبل الشرق يقول: "إن الفتنة ههنا".
وقال صاحب "أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان": مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة هي مبدأ الفتنة والفساد ومركز الكفر والإلحاد ومصدر الابتداع والضلال, فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان, يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما هي أرض العراق فقط, موضع الكوفة والبصرة وبغداد, والراسخون في العلم يعلمون هذا من إلقاء النظرة على الخريطة أ. هـ.
وها أنا ذا أوضح للقراء بالحوادث التي لا تقبل النقاش والجدال الذي لا يرقى إليه شك ولا ارتياب ويقوي قول العلماء, أن المقصود بنجد العراق, وأن الزلازل والفتن التي حصلت في العراق لم يحصل عشرها في نجد.
الزلازل والفتن التي وقعت والتي تقع في العراق
منها وقعة الجمل وصفين اللتان فرقتا شمل المسلمين, وهاتان الوقعتان هما الأساس لخروج الفرق الضالة وتشتيت كلمة المسلمين, وتكفير بعضهم لبعض, فقد ظهرت الخوارج والشيعة بسبب هاتين الوقعتين.
ثم حادثة قتل الحسين بن علي رضي الله عنه, وهي من أكبر الفتن جرت الوبال على المسلمين وأشعلت نار الفرقة بينهم, وظهور المختار ابن أبي عبيد