للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند القبر: مالي رأيتك عند القبر؟ فقال: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إذا دخلت المسجد فسلم ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا بيتي عيدا أو لا تتخذوا بيوتكم مقابر, لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حينما كنتم ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء".

والشيخ محمد وأتباعه لم ينكروا زيارة القبور عموما لأنها مسنونة, فكيف ينكرون زيارة قبره صلى الله عليه وسلم, وإنما أنكروا شد الرحال للقبور كما سبق بيانه ومن تلك القبور قبره "صلى الله عليه وسلم".

وهنا قد يقول المخالفون: بكلامكم هذا تفضلون المسجد على النبي, والنبي بالاتفاق أفضل الخلق على الإطلاق, والجواب: هذه مسائل قربة وعبادة, لأن زيارة القبر محسوبة على القرب وشد الرحال إلى المساجد الثلاثة قربة للصلاة فيها والاعتكاف بها, والعبادة مبنية على التوقيف لا تتحكم فيها العقول والأهواء والمقاييس الفاسدة.

ولنا أن نقول ثانيا تقبيل الحجر الأسود مستحب للطائف بالكعبة, لكن يحرم تقبيل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم, أو يكره على الأقل, فهل معنى هذا أننا فضلنا الحجر الأسود على النبي صلى الله عليه وسلم, لا يقول هذا إلا مختل العقل والفؤاد.

ثالثا: الطواف بالكعبة المشرفة ركن من أركان الحج والعمرة, فإذا لم يطف طواف الركن في الحج والعمرة لا يصح حجه بإجماع العلماء, لكن الطواف بقبر الرسول شرك أكبر, فهل معنى هذا أننا فضلنا الكعبة على الرسول صلى الله عليه وسلم, فلا حول ولا قوة إلا بالله, ونسأل الله السلامة من الأفهام السقيمة والأذهان الكليلة والأقوال الساقطة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على جهل القائلين, أو على إرادة الغش وتضليل المسلمين لإخراجهم من نور التوحيد إلى ظلمات الشرك, هدانا الله وإياهم إلى الصراط المستقيم, وإليك ما قاله بعض فضلاء نجد في هذا الخصوص:

<<  <   >  >>