فمن ذلك قوله:"١: ٥٤" وفي وسط المسجد "أي المسجد الأموي بدمشق" قبر زكريا عليه السلام، والمعروف أنه قبر يحيى عليه السلام، وقوله أيضا: وقرأت في فضائل دمشق عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة، وهذا لا يقال من قبل الرأي، وسفيان أجل من أن يفضله على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشر يفين وهما لم يبلع الثواب فيهما هذه الدرجة، كما هو معلوم للمحدثين وغيرهم، ومن نقوله التي أقرها ولم ينكرها "١, ١٩٩, ١٣٣, ١٣٦" النذور للقبور المعظمة، والوقوف على أبواب الملوك، ومن ذلك النذر لأبي اسحق إذا هاجت الرياح في البحار , واشتدت الأخطار , وهو ما لم يبلغه أهل الجاهلية الذين قال الله تعلى عنهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} .
"٣" لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة "١:٧٥""فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ على منبر الجامع" بل لم يكن يخطب أو يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله: "ونزل درجة من درج المنبر وقال: ينزل الرب كنزولي هذا". وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون المجلس غاصا بأهله، قال الحافظ الذهبي: وقد اشتهر أمره، وبعد صيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسي من حفظه، فكان يورد المجلس ولا يتلعثم.
"٤" يظهر من كلام الحافظ ابن حجر، أن الشيخ نصرا المنبجي الذي كان مقدما في الدولة هو الذي أشاع مسألة النزول عن الدرج، بسبب كتاب ورده من الإمام ابن تيمية ينكر عليه فيه أقوالا في وحدة الوجود، ويعدها عليه، قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة "١٥٤:١""" وكتب إليه كتابا طويلا ونسبه وأصحابه إلى الاتحاد الذي هو حقيقة الإلحاد، فعظم ذلك عليهم، وأعانه عليه قوم آخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة، وقعت منه في مواعيده "مواعظه" وفتاويه،