تخالف قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقوله تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
وللأحاديث المحذرة عن البدع والضلالات كما سبق بعضها في جواب السؤال الرابع, ولا نشك أن الملك المظفر رحمه الله الذي ابتدع ذلك الاحتفال, ما فعل ذلك إلا بدافع المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم والفرح بليلة مولده وإظهار تعظيمه, حتى إنه كما قال المؤرخون, كان في شهر صفر في كل عام يهيئ ما يلزم ويستعد لتلك الحفلة, بتهيئة المكان ونصب السرادق وتعليق القناديل, ويأتي إليه الوافدون من شتى البلدان, حتى قيل إنه كان يذبح خمسة آلاف رأس من الغنم وعشرة آلاف من الدجاج, ويأتي بثلاثين ألف صحن من الحلوى, وكان يكرم الصوفية والأعيان ويخلع عليهم الملابس الفاخرة ويبصدق كثيرا على الفقراء.
ولا يستريب عاقل أن الإحسان إلى الفقراء, والتصدق عليهم بالمال وإطعامهم الطعام وإكرام أهل العلم من القربات والطاعات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه, لكن لا تخص هذه الأمور بليلة المولد, بل ينبغي للمسلم أن ينفق في سبيل الله ما استطاع بشتى النواحي, من إعانة الفقراء, والبذل للمجاهدين في سبيل الله, إلى بناء المساجد والمدارس, وإيواء الأيتام, وصلة الأرحام, ونحو ذلك مما جاء به القرآن والحديث, يحثان العباد على هذه الأعمال الصالحة, كمثل قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .
والملك المظفر رحمه الله, بتلك الأعمال البارة لم يعدم من العلماء من حسن له هذه البدعة, وزعم أنها من البدع المستحسنة, وليس كما قال, بل ليس في البدع حسن, كما في الحديث: كل بدعة ضلالة.
وللتوضيح أكثر نقول هذا الملك رحمه الله ابتدع الاحتفال