سلسلة من الافتراءات التي ذكرها السيد أحمد زيني دحلان مفتي مكة المكرمة في عصره عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأجوبة عنها
"١" قال رجل يوما لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق كل ليلة مائة ألف, وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله, فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت, فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى, وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك؟ فبهت الذي كفر. أ. هـ.
والجواب من وجوه:
الأول: عدم الاعتماد على خبر الفاسق الكاذب إلا بعد التبين.
الثاني: إن في نفس هذا الخبر والحكاية ما يقتضي كذبه, من أن محمد بن عبد الوهاب قال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف, وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله, فإن هذا العدد لم يقع في حديث صحيح ولا حسن, وإنما وقع في رواية ضعيفة شديدة الضعف أو موضوعة, ومحمد بن عبد الوهاب بحمد الله تعالى كان من نقاد أهل الحديث, فكيف يتصور أن يجيب بهذا الجواب السخيف الساقط؟
نعم جاء في حديث "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ", وفي حديث "إنه يغفر لأمته في آخر ليلة من رمضان". وعلى هذا فليس فيه إشكال.
الثالث: إن صدق هذا الحديث في كل زمان من أوضح الأباطيل, إذ يجيء في قرب الساعة يقبض فيه روح كل مؤمن, فكيف يصدق هذا الحديث؟ فهو إما باطل أو مؤول بأن يحمل على زمان يبلغ فيه عدد المسلمين هذا المبلغ أو يزيد, وهذا التأويل كما يمكن من جانب من ليس من أتباع الشيخ كذلك يمكن من جانب أتباعه من غير فرق.
وقوله: فبهت الذي كفر, فهذا تكفير للشيخ برأه الله, ووصف الكفر ينطبق على عباد الأنبياء والصالحين, لا على أمثال الشيخ وأتباعه الموحدين.