للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقدمة الطبعة الثانية

الحمد لله الذي أمر بالعدل في جميع الأمور, ونهى عن الجور والظلم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} ١, والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد الذي حث على اتباع كتاب الله, والتمسك بسنته, وحذر من البدع والضلالات, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, شهادة تنجي قائلها يوم الدين, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد جرت سنة الله في خلقه, أنه ما أتى من رسول أو مصلح يدعو إلى توحيد الله, وإفراده بالعبادة, والائتمار بأوامره, والانتهاء عن نواهيه, إلا وقد قابله الجاهلون المقلدون, والرؤساء المترفون, بالصد والتكذيب والاستهزاء والسب الشنيع, فلا يخضع لدعوة ذلك الرسول أو ذلك المصلح إلا القليل, حتى ورد: أنه يبعث ومعه الرجل والرجلان, يعني لم يستجب من قومه له إلا الرجل أو الرجلان, وقد قال الله {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} ٢

ومن أولئك المصلحين الحريصين على نشر التوحيد, وإقامة شرائع الله, وإخراج الناس من ظلمات الشرك والبدع إلى نور توحيد, الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله وأجزل له الأجر والثواب- فقد قام بالدعوة خير قيام, وجاهد في الله حق جهاده, فكان جزاؤه أن يشكر


١ النساء: ١٣٥
٢ يوسف: ١٠٣

<<  <   >  >>