للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علماء المسلمين, وإذ لم تكن معروفة في زمن الرسول, ولا زمن خلفائه الراشدين, ولا زمن الأئمة المتبوعين كالأئمة الأربعة رحمهم الله, بل حدثت في القرن الثامن من الهجرة.

والدعوى بأن هذه الصلاة على النبي جهرا بعد الأذان من البدع الحسنة لا ينبغي الإنكار عليها.

فالجواب: ليس في الدين بدعة حسنة, والحديث الشريف يقول "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي رواية "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود على صاحبه. وفي حديث العرباض بن سارية " إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

لا أصل لتقسيم البدع إلى خمسة أقسام

وتقسيم البدع إلى خمسة أقسام ليس له دليل صحيح بل مجرد رأي من قائله, وأما قول الإمام الشافعي: البدعة بدعتان, بدعة محمودة, وبدعة مذمومة, فما وافق السنة فهو محمود, وما خالف السنة فهو مذموم, فالمقصود من البدعة المحمودة هي ما ابتدع للمصالح النافعة الدنيوية المعاشية, كاستعمال اللاسلكي والبرق وركوب الطائرات والسيارات واستعمال الهاتف ونحو ذلك من المخترعات الصالحة النافعة، لأنها ليست بضارة ولا جارة إلى شر يعود على الناس, ولا ارتكاب محرم أو هدم أصل من أصول الدين, فالله تعالى أباح لعباده أن يخترعوا لمصالح دنياهم ما شاؤوا قال تعالى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} , والبدعة المذمومة كمثل ابتداع المآتم والأحزان وقراءة القرآن على القبور وفي السرادق وأخذ المكس من أموال المسلمين.

<<  <   >  >>