ومن خلط بين التوسل المندوب والممنوع فقد أخطأ خطأ كبيرا وأبان عن جهل عظيم.
أما التوسل الممنوع, فهو التوسل بذوات المخلوقين أو بجاههم أو بمنزلتهم عند الله كأن يقول:"اللهم إني أسألك بالنبي أو بجاه النبي أو بالشيخ الفلاني والولي الفلاني أو بجاههم أو منزلتهم".
وكأن يقول: اللهم إني أسألك بحق فلان, فهذا هو التوسل الممنوع الذي يقول الشيخ وأتباعه وسائر السلفيين أنه من البدع, إذ لم يرد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة أو الحسنة ما يدل على ندب هذا التوسل أو جوازه.
وحقيقة التوسل دعاء, والدعاء هو العبادة والعبادة مبنية على التوقيف, وأعني ورودها في القرآن أو في الأحاديث الصحيحة أو الحسنة.
ولم يرد لا في القرآن ولا في الحديث الصحيح أو الحسن كما سلف بنانه, وكل ما يحتجون به على ندب التوسل فهو إما ضعيف أو موضوع ولا يحتج بهما في العمليات فضلا عن الاعتقاديات إلا من كانت بضاعته مزجاة من الأدلة والبراهين.
الجواب عن قولهم إن الشيخ وأتباعه يكفرون المتوسلين والمسلمين
وقول المعترضين أن الشيخ وأتباعه يكفرون المتوسل بالنبي أو بالولي كذب لا يخفى إلا على أعمى البصيرة, وهذه كتبهم تنادي ببطلان هذا القول الزائف, لكن بلاء هؤلاء المبتدعين أنهم يخلطون بين التوسل والاستغاثة, وكثير منهم يرى أنهما مترادفان, وهذا جهل وغباء فاضح, بل بينهما أبعد مما بين الغبراء والخضراء, إذ المتوسل يقدم الله في دعائه قائلا: اللهم إني أسألك بجاه الرسول أو بحرمة الرسول, بينما المستغيث يدعو الميت