فاطمة أو غيرهم من الصحابة وقرابة النبوة، أو أن الإمام أبا حنيفة أو مالكا أو الشافعي أو أحمد بن حنبل أو غيرهم من الأئمة الصادقين المعروفين، أولي الذكرى الطيبة والإمامة الشائعة المتبعة في المسلمين استغاث بميت من الأموات، أودعاه لكشف ملمة من الملمات، أو هتف به لحاجة من الحاجات وأمل من الآمال؟ فإن لم يستطع أن يورد لنا نقلا صحيحا عن أحد هؤلاء فليكفه هذا العجز إبطالا وإدحاضا لمزعمه هذا.
وغير خاف على القارئ الذكي أن القرآن العظيم قد عني في كثير من السور والآيات بالبعث والحساب والجنة والنار والصراط، كما عني ببيان توحيد الألوهية وأن العبادة التي هي أقصى المحبة وأقصى الخضوع لا يستحقها غير الله مهما علت درجته وسمت رتبته من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقر بين فضلا عن الأصنام والأحجار والشمس والقمر والكواكب والبحر والنار وما إلى ذلك من المخلوقات االتي عبدت من دون الله سبحانه وتعالى، وهاأنذا أورد بعض الآيات في النهي الصريح عن صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى وضرب الأمثال القرآنية لتقريب الحقيقة للأذهان وبيان بطلان الشرك القبيح المفضي إلى الشقاء الأبدي بصاحبه:
قال الله تعالى في سورة المؤمنين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} . وقال الله تعالى في سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} ١