للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسر إلى جهنم" ١.

٥. وينبغي أن يدنو من الإمام، ويتوجه إليه ويحرص على الصف الأول فالأول، لما ورد في ذلك من الفضل، والأحقية في المكان للسابق في الحضور.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس لأحد أن يفترش شيئا ويختص به مع غيبته، ويمنع به غيره. هذا غصب لتك البقعة، ومنع للمسلمين مما أمره الله تعالى به من الصلاة. والسنة أن يتقدم الرجل بنفسه، وأما من يتقدم بسجادة فهو ظالم، ينهى عنه، ويجب رفع تلك السجاجيد، ويمكن الناس من مكانها٢.

٦. ولا يجوز الكلام والإمام يخطب، لما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت" ٣. وأنصت: أمر بمعروف، ولكنه في هذا المقام: لغو، أي إثم. فغير ذلك من الكلام أبلغ في الإثم إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيسن له ذلك إذا سمعها من الخطيب، بحيث لا يرفع بها صوته، حتى لا يشغل غيره، وكذا يسن لسامع الخطبة أن يؤمن على دعاء الخطيب من غير رفع الصوت. فإن


١ رواه الترمذي ٢/٣٨٩ ح٥١٣ وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، وقد تكلم بعض أهل العلم في رشدين بن سعد، وضعف من قبل حفظه.
٢ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٤/٢١٦.
٣ رواه البخاري ١/٢٢٤ كتاب الجمعة، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب.

<<  <   >  >>