للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السبل التي تربط المجتمع بالمسجد]

يعتبر المسجد أساساً من أسس بناء المجتمع والجماعة المسلمة، ولهذا كان أول عمل عمله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، بناء مسجد قباء، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغير على قوم وجد فيهم مسجداً، أو سمع منهم أذاناً.

عن عصام المزني - وكانت له صحبة - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا بعث جيشاً أو سرية يقول لهم: "إذا رأيتم مسجداً وسمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً" ١.

فللمسجد مكانته الاجتماعية التي توجب على المسلمين في كل عصر الحرص على وجوده والعناية به، فينبغي العناية ببناء المساجد وتعميرها، وبذل الجهد والمال في سبيل ذلك.

وينبغي أن يشتمل نشاط المسجد على نشر العلم والفقه في الدين، من خلال المحاضرات العامة، والدروس، وإقامة حلق تحفيظ القرآن الكريم....

وينبغي الحرص على الترابط والتآلف من خلال تفقد المصلين، ودراسة أحوالهم، وعلاج مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية، بتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال إنشاء صندوق للتبرعات والهبات، وجمع الزكاة وإعطائها لمستحقيها، وإصلاح ذات البين، والعمل على بناء أسرة مسلمة، ومجتمع صالح.


١ رواه الترمذي ٤/١٢٠ ح ١٥٤٩، وقال: حديث غريب، وهو حديث ابن عيينة.

<<  <   >  >>