للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتجوز التعزية في كل مكان، في السوق أو المسجد أو العمل، إذ لا يجوز قصد أهل الميت لتعزيتهم، أو يسافر لهم لهذا الغرض، فليس ذلك من السنة، ما لم يخش قطع رحم فلا حرج.

وخير ما يعزى به ما عزى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابنته زينب، حين أرسلت إليه رسولا يخبره أنه صبيا لها في الموت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب" ١.

واختار بعض أهل العلم ألفاظا مثل: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك، ومثل ذلك جائز، والأولى ما جاءت به السنة.

ويستحب أن يرد المعزى بقوله: استجاب الله دعاءك ورحمنا وإياك.

رد به أحمد ٢ ولا يجوز التعزية بألفاظ بدعية مثل البقية في حياتك، وما ماثل ذلك.

ويسن صنع الطعام لأهل الميت لانشغالهم بمصابهم عن الاهتمام بأنفسهم، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، عندما استشهد جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال: "اصنعوا لأهل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم" ٣.

ولا يجوز الاجتماع للعزاء في البيت، أو في أي مكان، ولا الإعلان عن ذلك، إذ لا أصل له، وقد عده بعض السلف من النياحة.


١ رواه البخاري ٢/٨٠ كتاب الجنائز، باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه ... ".
٢ شرح منتهى الإرادات: البيهوتي ١/٣٥٩.
٣ رواه أبو داود ٣/٤٩٧ ح ٣١٣٢، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود ٢/٦٠٥، ٦٠٦ ح ٢٦٨٦.

<<  <   >  >>