للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصلي ثنتين، وتارة يصلي أربعا، وقيل: هو محمول على أنه كان في المسجد يقتصر على ركعتين، في بيته يصلي أربعا، ويحتمل أن يكون يصلي إذا كان في بيته ركعتين، ثم يخرج إلى المسجد فيصلي ركعتين، فرأى ابن عمر ما في المسجد، دون ما في بيته، واطلعت عائشة على الأمرين، ويقوي الأول ما رواه أحمد وأبو داود في حديث عائشة: "كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج١" قال أبو جعفر الطبري: الأربع في كثير أحواله، والركعتان في قليلها٢.

والصحيح أن الرواتب اثنتا عشرة ركعة، أربع قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.

وهذه الرواتب ترفع ما يحصل في الصلوات المفروضة من خلل.

والسنن الرواتب تنقسم إلى قسمين: مؤكدة وغير مؤكدة، المؤكدة منها اثنتا عشرة ركعة، وهي التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها كثيرا ويتركها قليلا، وأما غيرها، فهو سنة مستحبة، وهي التي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها قليلا ويتركها كثيرا.

فضل سنة الفجر:

وأشد السنن الرواتب تأكيدا، ركعتا سنة الفجر، لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه


١-روى هذا الحديث في صحيح مسلم ١/٥٠٤ ح٧٣٠، برقم ١٠٥ في الباب، عن عبد الله بن شقيق، قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه، فقالت: "كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج ... ".
٢- فتح الباري: ابن حجر ٣/٥٨، ٥٩.

<<  <   >  >>