للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معينا يقتصر عليه، ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا قال: يا رسول الله، كيف صلاة الليل، قال: "مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة" ١.

والأفضل للمأموم أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف، سواء صلى الإمام إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة أو ثلاثا وعشرين، حتى يكتب له أجر قيام ليلته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلته ... " ٢.

وتسن صلاة التراويح جماعة في المسجد، ويجوز أن يصليها الإنسان منفردا في بيته، ولا يدرك السنة، ولكنها جماعة في المسجد أفضل، وقد تقدم ما يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى جماعة بالمسلمين في المسجد، ولم يداوم على ذلك خشية أن تفرض عليهم، لأن زمانه صلى الله عليه وسلم زمان وحي وتشريع، فلما زالت علة التشريع بموت الرسول صلى الله عليه سلم، رجع الأمر إلى أصله، وقد ثبتت سنة صلاتها في المسجد جماعة في رمضان.

وفي عهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر بقي المسلمون على حالهم أوزاعا متفرقين، ثم جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس على إمام.

عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع


١-رواه البخاري ٢/٤٥ كتاب التهجد، باب كيف كان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكم كان يصلي من الليل.
٢- رواه أبو داود ١/١٠٥ ح ١٣٧٥، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ١/٢٥٨ برقم ١٢٢٧.

<<  <   >  >>