للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١

ووصفهم بالعلم، ورفع مكانتهم على غيرهم، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} ٢.

وقيام الليل من أفضل الأعمال، وهو أفضل من تطوع النهار، لما في سريته من الإخلاص لله تعالى والبعد عن الرياء، ولما فيه من المشقة واللذة التي تحصل للعبد من مفارقة الدعة والراحة من أجل الفوز بلقاء الله، في وقت نامت فيه العيون.

وفي آخر الليل ينزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ " ٣.

وعن عمرو بن عبسة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر....." ٤، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" ٥.


١ سورة السجدة، الآيات (١٥ - ١٧) .
٢ سورة الزمر، الآية (٩) .
٣ رواه البخاري ٢/٤٧ كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل.
٤ رواه الترمذي ٥/٥٧٠.٥٦٩ ح ٣٥٧٩، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ٣/١٨٣ ح ٢٨٣٣.
٥ رواه سلم ١/٨٢١ ح ١١٦٣ برقم (٢٠٢) في الباب.

<<  <   >  >>