للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته.

ومنها سلامة القلب للمسلمين وخلوه من البدع، وإعراضه عن فضول الدنيا، ومنها خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل ... ومن أشرف البواعث على ذلك، الحب لله تعالى، وقوة الإيمان بأنه إذا قام ناجى ربه، وأنه حاضره ومشاهده، فتحمله المناجاة على طول القيام.

في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" ١.

من تعود قيام الليل، وذاق حلاوته، فليحذر أن يتركه. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال: قال رسول الله صلى الله عليه: "يا عبد الله لا تكن بمثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل" ٢، وعن عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه - أو قال: في أذنه"٣.

فتأمل حال رجل بال الشيطان في أذنيه.

والشيطان حريص على أن تنام عن الصلاة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فأرقد فإن أستيقظ فذكر الله تعالى انحلت - عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى أنحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" ٤


١ رواه مسلم ١/٥٢١ ح٧٥٧، برقم (١٦٦) في الباب.
٢ رواه مسلم ١/٨١٤ ح١٥٩، برقم (١٨٥) في الباب.
٣ رواه مسلم ١/٥٣٧ ح٧٧٤.
٤ رواه البخاري ٢/٤٦ كتاب التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل.

<<  <   >  >>