للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحكام تتعلق بصلاة الاستسقاء:

- تسن صلاة الاستسقاء قبل الخطبة في الصحراء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلها إلا في الصحراء، ولأن ذلك أبلغ في إظهار الافتقار إلى الله تعالى.

- وإذا أراد الإمام الخروج لصلاة الاستسقاء. فينبغي بداية أن يعظ الناس، ويذكرهم بما يلين قلوبهم، من ذكر ثواب الله وعقابه، ويأمرهم بتقوى الله عز وجل، والتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم بردها إلى مستحقيها، وتحليل بعضهم بعضاً، لأن المعاصي سبب القحط، والتقوى سبب للخير والبركات، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ١.

ويأمرهم بالصدقة على الفقراء والمساكين، لأنها سبب إلى رحمتهم بنزول الغيث، ثم يعين لهم يوماً يخرجون فيه، ليتهيؤوا ويستعدوا لهذه المناسبة، بما يليق من الصفة المسنونة، لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: " ... ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ... "٢، ثم يخرجون في الموعد إلى المصلى، في تواضع وخشوع وتذلل وتضرع، لقول ابن عباس رضي الله عنهما "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مبتذلاً متواضعاً متضرعاً حتى أتى المصلى ... "٣ فلا يلبسون ثياب الزينة، ولا يتطيبون، لأن


١ سورة الأعراف، الآية: (٩٦) .
٢ رواه أبو داود ١/٦٩٢ح١١٧٣، وحسنه الألباني في صحيح سند أبي داود ١/٢١٧ح١٠٤٠.
٣ رواه الترمذي ٢/٤٤٥ح٥٥٨.

<<  <   >  >>