للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} ١، وقوله سبحانه: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} ٢. وغيرها من الآيات، لأن ذلك سبب لنزول الغيث، والمعاصي سبب لانقطاعه، والاستغفار والتوبة يمحوان المعاصي.

ويكثر من الدعاء، لقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ٣، وقوله سبحانه: {وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ٤، ويرفع يديه عند الدعاء قائماً لقول أنس: " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شئ من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه"٥.

ويؤمن الناس جلوساً رافعين أيديهم، لحديث أنس: "فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديهم معه يدعون ... "٦، ويلح في الدعاء، لما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل"، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي فيستحسر ٧ عند ذلك ويدع الدعاء " ٨.


١ سورة هود، الآية (٣) .
٢ سورة هود، الآية (٩٠) .
٣ سورة غافر، الآية (٦٠) .
٤ سورة الأعراف، الآية (٤٦) .
٥ رواه البخاري ٦/٧٦ كتاب الاستسقاء، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء.
٦ رواه البخاري ٢/٢١ كتاب الاستسقاء، باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء.
٧ يستحسر: ينقطع عن الدعاء، ومنه قوله تعالى: {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} سورة الأنبياء، الآية (١٩) ، أي لا ينقطعون.
٨ رواه مسلم ٣/٢٠٩٦ح٢٧٣٥ برقيم (٩٢) في الباب.

<<  <   >  >>