والتعرف على أسرارها واستخدامها وتنميتها وفق شرع الله في الأرض ومنهجه.
وحتى يؤدي الإنسان رسالته، ويقوم بدوره المكلف به في حياته محققا معنى العبادة التي من أجلها خلقه الله، يلزمه أمران:
الأول: استقرار الشعور بمعنى العبودية لله وحده في النفس.
والثاني: التوجه إلى الله بكل حركة في النفس، وكل حركة في الجوارح، بل وكل حركة في الحياة، والتجرد إليه سبحانه من كل شعور ومن كل معنى يخالف معنى العبودية لله وحده.
وحتى لا يكون الحافز للمؤمن على العمل وبذل الجهد في الخلافة والقيام بالتكاليف هو الحرص على تحصيل الرزق فقد حرر الحق سبحانه الإنسان من الإنشغال بهمّ الرزق، حتى يتفرغ قلبه، ويتوجه جهده لتحقيق ما خلق من أجله.
وكي يقوم الإنسان بدوره في خلافته في الأرض، لابد له من عقيدة وعمل وفق ما شرع الله من منهج التكليف "افعل ولا تفعل "، حتى يحقق الإنسان سعادته في الدنيا، بما يشعر به من طمأنينة في النفس وراحة في الضمير لقيامه بوظيفته، وسعادته في الآخرة لما يجده من التكريم والنعيم والفضل العظيم.
والحقيقة التي ينبغي أن لا تغيب عن بالنا، هي أن الله سبحانه وتعالى ما أوجب علينا عبادته لحاجته إليها، ولكن لخيرنا نحن، حتى نكتسب التقوى، فنعتصم من الزلل والمعاصي، ونفوز برضوان الله ونعيمه وننجو من عذابه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ