كتاب الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية

فصل: استدل الملحد على النبي -صلى الله عليه وسلم - بقوله: "من رآني في المنام فسيراني ... " الخ - ص: 109

عيدا. فقال صلى الله عليه وسلم "لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا" الحديث,. فمن أتى إلى قبره بعد وفاته ليستغفر له فقد ارتكب ما نهى عنه وفعل ما يسخطه.

قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: آية ٧] وقد روى عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري ١ عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن علي رأى قوما عند القبر فنهاهم وقال إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني".

وروى سعيد بن منصور في سننه عن عبد العزيز بن محمد قال: أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن ٢ علي بن أبي طالب عند القبر، فناداني وهو في بيت فاطمة فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده. فقال: مالي رأيتك عند القبر. فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إذا دخلت المسجد فسلم، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تتخذوا قبري٣ عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم" ما أنتم ومن بالأندلس إلا سوي

---

١ "عن الثوري" من المصنف لعبد الرزاق ٣/٥٧٧ ط المجلس العلمي.
٢ في طبعة الرياض "الحسن بن علي" وهو خطأ.
٣ في اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام:"بيتي" ٢/٦٥٦، وفي مصنف ابن أبي شيبة ٣/٣٤٥ "قبري".